الكرة المصرية

صوت ملائكي فى الآذان أفقد الأجانب السيطرة علي عواطفهم

وقفوا صامتين كأنهم في صلاة على رؤوسهم الطير. لم ينطق أحدهم بكلمة حينما سمعوا الصوت. فيما بدأ كل منهم يتحسس جيبه لإخراج جهازه عساه أن يجعل ما سمعه لاحقا رهن تحليل عميق. فماذا دفع الأجانب إلى ذلك التصرف في مونديال قطر. 

الآذان.. نداء يخاطب المسلمين يوميا لأداء عبادتهم وفي دولهم يصبح ذلك النداء أمرا معتادا تألفه الأذن ويحفظه السمع بعد ترديده خمس مرات يوميا. لكن ذلك النداء رغم شهرته في الأرض والسماء. إلا أنه لم يصل إلى آذان كثيرين ممن لم يدركوا حقيقة الثقافة الإسلامية التي تعلي مبدأ الرقابة الذاتية وتقوم عقيدتها على حسن العبادة والمعاملة. 

ما أن بدأت قطر تنظيم كأس العالم على كان الطبيب الداعية الهندي على رأس المدعويين وذلك في سياق البعد الحضاري والثقافي المرتبط بتنظيم مثل تلك الفعالية الرياضية الدولية حيث يتم استثمار الفعالية في مزيد من التوضيح بشأن صورة الإسلام وقيم التسامح والتعايش الحضاري المرتبطة به. 

في الكادر الآخر من المشهد، كانت جماهير كأس العالم في قطر على موعد مع حلقة جديدة من الإنبهار قادها عدد من المؤذنين في مساجد قطر. وتبين أن اختيار هؤلاء المؤذنين مرهون بمعايير شديدة الأهمية أولها اختيار المؤذنين ذوي الأصوات على درجة عالية من النقاء والجمال. 

ما أن أتيحت للجماهير الأجانب الحاضرة مباريات كأس العالم في قطر فرصة التجول في شوارع وميادين البلاد حتى فوجئوا بأصوات تتردد خمس مرات في اليوم لأداء الصلاة. وقف الجماهير أمام دور العبادة وعلى لسانهم سؤال واحد: ما هذه البنايات الجميلة. وما أن علموا بأنها مساجد تُؤدي فيها صلوات المسلمين حتى استوقفهم صوت ملائكي. 

كان المؤذن القطري في أحد المساجد يصدح بنداء الله.. وما أن مرَّ مجموعة من الجماهير الأجانب أمام المسجد حتى أبهرهم الصوت الملائكي.. وبدأوا في تسجيل الأذان على هواتفهم المحمولة على أمل ترجمة نصه في وقت لاحق والتعرف على طبيعة ذلك النداء الذي أبهرهم وأوقفهم يستمعون إليه حتى انتهائه. 

بدأ المشجعون الأجانب يتداولون مقاطع الأذان التي سجلوها في مساجد قطر، وسط حالة انبهار بالصوت والأداء الرائع، على الرغم من عدم معرفتهم بترجمة ذلك الأذان. وما لبث رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن تداولوا صوت الأذان وأصر عدد منهم على معاودة الاستماع إليه بشكل مباشر. 

أظهرت مقاطع فيديو رائجة المشجعين الأجانب وقد بدأو يراقبون المصلين في مساجدهم في خشوع وسكينة تامة تعادل خشوع المصلين في صلاتهم. وبدأ المشجعون يبدون ابهارهم بالصلاة وطريقة اصطفاف المصلين داخل المساجد في تنظيم اعتبروه عجيبا على دقته رغم عدد المصلين الكبير. 

وتترجم تلك المشاهد الوجه الحضاري لتنظيم الفعاليات الرياضية في تبادل الثقافات واللقاءات بين شعوب وجماهير مختلفة المشارب والعادات والتقاليد.. أو هكذا تفعل الساحرة المستديرة التي صدق فيها قول قائل: 
كرة القدم هي الأوبرا التي يعزفها البشر جميعاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى